كُلنا نايف

( تبكيك يا نايف الأمجاد أوطانُ = تبكيك عينٌ وقافيةٌ ووجدانُ  )

مما لاشك فيه أن رحيل العظماء ليس كأي رحيل لا سيما أولئك الذين تركوا لهم بين الناس  ذكراً حميداً ومجداً تليداً وفعلاً خالداً شاهداً باقٍ مابقيت السماوت والأرض.

وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته

كان من أولئك القلة  الذين رحلوا عن الدنيا بأجسادهم وظلت ذكراهم وأعمالهم حاضرة للعيان  وراسخة في العقول والوجدان فمنذ أكثر من 37 عام ، والأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود_يرحمه الله_ يذود عن بلاده، ويقف في وجه كل من يحاول مس استقرارها، عبر موقعه على رأس الوزارة الساهرة  ولعل الأحداث الإرهابية التي ضربت السعودية قبيل أعوام، كانت أحد أبرز الأحداث الحاضرة في الذهن والتي تصدى لها(نايف البساله)

و  الأمير نايف يرحمه الله كان يتمتع بشخصية قيادية فذة وقد أمضى سنوات طويلة في خدمة الوطن والمواطن،  حتى  عُرِف عنه تميزه  ببعد النظر والحكمة، والحنكة السياسية والأمنية والإداريةإلى جانب التواضع الذي هو سمة العظماء ،كما أنه  يرحمه الله كان يتمتع بشخصية قوية و نفوذ على المستوى الداخلي والخارجي جعله  يحظى   باحترام الجميع وتقديرهم محلياً وعالمياً

كيف لاوهو أحد أبناء المؤسس الباني عبدالعزيز ال سعود ذلك الرجل الذي يشهد له التاريخ بأنه نقل دولته بفضل الله ثم بفضل جهوده وجهاده نقلها من دياجير الجهل والظلام إلى واحات الأمن والعلم والسلام  حتى أصبحت دولة فتية قوية دستورها القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة .

ونحنُ وإن كنا قد فقدنا ذلك  المؤسس من قبل فإن مسيرة البناء والتنمية لم تتوقف عند ذلك الحد بل حمل الراية من بعده أبنائه الكرام سعود وفيصل وخالد وفهد إلى جانب ولاة العهد سلطان فنايف طيَّب الله ثراهم أجمعين وحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأيده وأعزه ونصره وأبقاهُ ذخراً للإسلام والمسلمين .

وإذا كان نايف قد رحل فالخيروالمكارم والنخوة والشهامة العربية لم ترحل بعد ولنا في البقية من آل سعود خير خلف لخير سلف وسنظل نحنُ أبناء وبنات المملكة العربية السعودية مع القيادة الكريمة  يداً واحدة

وقلباً واحد نذوذ عن حمى أوطاننا بأرواحنا وأبداننا وماملكت أيماننا

إذن كلنا نايف ، وكلنا جنود للوطن نوالي من والاه ونعادي من عاداه

وللوطن أقول :

كفكف دموعك موطن القرآنِِ = ولتستعِن بالصبر والسلوانِ ِ

إن مات فينا نايفٌ فرجالُهُ = هم ألفُ نايف ألفُ درعٍ ثاني

ستظلُ ياوطني مُهاباُ آمناً = ستظلُ حصناً شامخ الأركانِ

ستـظـلُ ترفعُ رايةً خفاقةً = بالعدل بالتوحيدِ بالإيمان

ستظلُ نجماً في السماءِ مطهراً =عن كل باغٍ معتدٍِ خوّانِ ِ

ولسوف نبقى نحنُ جنداً مُخلصاً = نحمي حماك بِهِمّةِ الشجعانِ

 ياموطني والحبُ فيك عقيدةٌ = ياساكناً في مُهجتي وكياني

لك قد قطفتُ من الزهورِ قصيدةً = ومن البحورِ جواهر العرفانِ

ولهجتُ بالدعواتِ أسأل خالقي = يبقيك ياوطني مدى الأزمانِ

نجاة الماجد